الاثنين، 29 نوفمبر 2010

بعد حادثة عمرو خالد .. نوعان من الشباب يظهران


إن حادثة حضور عمرو خالد لإلقاء درس كتلبية لدعوة جمعية الاسكندرية للتنمية و هي جمعية أسست من عدة شهور و يرأسها اللواء عبد السلام المحجوب مرشح الحزب الوطني فى الرمل قبل الانتخابات البرلمانية بأسبوع تكشف و بوضوح عن مشكلة نوعين من الشباب


لست هنا بصدد مهاجمة الأستاذ عمرو على هذه الندوة و لكن اعتراضات بعض الشباب (و أنا منهم) على هذه الندوة قبل أن تتم كشفت لي و بوضوح عن نوعين من الشباب ينبغي أن يلتفت إليهم


النوع الأول هو نوع من الشباب الذي إما كان الأستاذ عمرو سببا في اقترابهم من الدين و محاولتهم الالتزام بتعاليمه أو ساعدهم الأستاذ عمرو فى إفهامهم أن الدين يحتاج منا إلى “تنمية” بلادنا بالإيمان ، بل و أيضا استوعب نشاطهم و وجهه في مشروعات عملية تقوم بها جمعيات صناع الحياة و ما شابهها(و هذا شيء إيجابي)


و لكن هؤلاء الشباب لا يعرفون من الدين إلا عمرو خالد. لا يعرفون من العلماء أحدا و لا تربطهم صلة بأي مربي أو بأي جماعة أو حركة و لا يقومون بشيء في حياتهم إلا الاستماع لعمرو خالد و تطبيق ما يطلبه منهم دون أن يختاروا هذا لأنهم ببساطة لم يعرضوا على عقولهم أو قلوبهم أي فكر آخر غير فكر الأستاذ عمرو و نتج عن هذا أن عقولهم و قلوبهم لم تعد تستوعب أن يخطئ عمرو خالد لأنه يمثل عندهم كل شيء. لم يكونوا يدافعون عنه إلا بقولهم “إنه أستاذ و دكتور كبير لا بد أنه يعلم ماذا يفعل” “لا تسيئوا الظن به فإنه رجل رائع و له فضل علينا” هل هكذا أصبحت طائفة من أتباع عمرو خالد؟ هل انهار تفكيرهم و حصروا كل شيء فى الداعية الشاب؟


هل هذه هي تربية الداعية الشاب لهم أن”أزيلوا عقولكم و اتبعوني”؟ لا أعتقد ذلك فأنا أحسن الظن رغم كل شيء بدعوة الأستاذ عمرو الرئيسية و ليس مجالي هنا أن أحكم عليها حكما كاملا أنا فقط أريد أن أشير إلى طريقة تفكير هذا النوع من الشباب و الذي لا يستطيع أن يفكر أو أن يبحث عن الدلائل لأن هذه الدلائل قد تقوده إلى فقدان رمزه الوحيد فى الحياة و هو الأمر الذي لا يستطيع أن يستوعبه لذلك ستجده يبرر لك أي شيء يقوم به عمرو خالد و يدافع عنه ليس لأنه صحيح لكن لأن عمرو خالد قد قام بفعله


النوع الثاني هم الذين سيكونون ضحايا لهذه الأفعال التي تبين أن في الأمور أمور و أن الداعية الذي يخرج علينا يحدثنا عن الإخلاص و الثبات لربما لديه بعض المصالح الخاصة هؤلاء لن يفهموا أن لكل حصان كبوة و لن يقبلوا أن كل بني ءادم خطاء و لن يعذروا الداعية الشاب بل سيتحول الأمر إلى نقمة على الدعاة و تصديق ما يشاع عنهم فى مثل مسلسل الجماعة بأن لديهم أنشطة تجارية وراء برامجهم الدعوية هؤلاء الشباب سيفتنون فى كل الدعاة و لن يفرقوا بين المخلصين و المتاجرين و لا بين العلماء و الدعاة


حادثة عمرو خالد كانت مجرد حادثة “كاشفة” عن النوع الأول و لكنها مع غيرها “منشئة” للنوع الثاني


و يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق