موضوع الأقباط هو من المواضيع التي يواجه بها الإسﻻميون على أنها نقطة ضعف في مشروعهم و أن مشروعهم الإسﻻمي ﻷنه مشروع مرجعيته “دينية” فهو مشروع بالضرورة ﻻ يستوعب الأقباط
فيرد الإسﻻميون: إن مشروعنا الإسﻻمي بالنسبة لنا دين و ثقافة و بالنسية للأقباط ثقافة فقط و بالنسبة لنا دين و حضارة و بالنسبة للأقباط حضارة فقط
و هذا كﻻم له منطقه و حيثياته و سنوضح أن له شواهد تؤكده في واقعنا المعاصر في مقال آخر
و لكن السؤال: ما الذي يدفع الأقباط إلى تبني المشروع الحضاري الإسﻻمي و لو كثقافة؟
إن المسلمين اليوم يعانون من انهزام حضاري واضح و الحركة الإسﻻمية ﻻ تزال في مرحلة “الصحوة” و التجارب الإسﻻمية المعاصرة التي يمكنها طمأنة الأقباط غير موجودة ناهيك عن تجارب تدفعهم لتبني المشروع ، لذلك فما الذي يمنع القبطي المثقف من تبني الليبرالية أو العلمانية؟
إن أمامه اليوم نموذجاً حضارياً غربياً متقدماً و عولمة تريد فرض هذا النموذج على الجميع و تروج له على أنه وحده الحل لجميع مشكﻻت العالم ، و لكي تعلم كم هو متغلغل في حياتنا هذا النموذج ، ﻻحظ أنك ما كنت لتقرأ هذا المقال لوﻻ وجود الإنترنت و الذي هو إحدى منتجات الحضارة الغربية
إن الأقباط ليسوا كلهم رفيق حبيب و ﻻ مكرم عبيد و علينا ابتداءً أن نتفهم عدم تبنيهم ﻷي مشروع حضاري إسﻻمي بل و التشكك في أصحاب أي مشروع إسﻻمي سياسي من أن يسيروا بنا إلى أمثال طالبان أو إيران
و إذا كان النظام البائد قد نجح نسبياً في خلق فزاعة لدى المسلمين من الإسﻻميين فما بالنا بغير المسلمين؟
إن توجيه رسائل “تطمينية” للأقباط هو أحد واجبات الحركة الإسلامية اليوم و فتح سبل و قنوات للحوار الإيجابي أساس إذا أردنا للمجتمع أن يسير في اتجاه السلم الاجتماعي
على شباب الحركة الإسﻻمية (بكافة تياراته و مدارسه) أن يتصدر ليذيب الجليد بينه و بين إخوانه من الأقباط و أن يتفهم و يستوعب مخاوفهم و أن يراعي وجود متشددين في الأقباط .. ألسنا ندعو الناس لعدم التعميم إذا رأوا مسلم متدين متشدد؟
إن أسوأ ما فعله نظام مبارك أنه خوف الجميع من الجميع و علينا الآن أﻻ يستكمل كل منا حياته داخل أيدلوجيته الخاصة دون انفتاح حواري شفاف يسير في طريق التنمية و تحقيق الأهداف المشتركة و ما أكثرها
إذن .. تفهموا .. طمنوا .. حاوروا .. لكي نحلق جميعاً تجاه النهضة