الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

الناس فى المجتمع خمسة

منقول - من مقدمة كتاب "حقيقة التنظيم الخاص" لمحمود الصباغ

نستطيع أن نقسم الناس كافة من حيث إحساسهم بالمجتمع الذي يعيشون فيه وإسهامهم في العمل على رفعة شأنه والنهوض بأمره إلى خمسة أنواع:

1- رجل لا يهتم إلا بشون نفسه، يسعى جاهدًا في طلب الخير لها، لا يهمه ممن حوله، إلا بقدر ما يسلب منهم سواء بالنصب والاحتيال، أو بالغدر والاعتداء، والعدوان، أو بالقهر والغلبة والسلطان.. وهذا النوع من الناس يحرص دائمًا على أن يلبس مسوح الملائكة الأطهار، وهو يخفي قلب الشيطان الماكر الغدار.. وهؤلاء هم أكثر الناس غلظة وقسوة ووحشية، ينخدع بمظهرهم من حولهم، ولا يشعرون بخطرهم إلا بعد أن يقعوا فريسة غدرهم وقسوتهم ووحشيتهم، فيعلمون أنهم كانوا بأبواق الدعاية مخدوعين، وبمعسول الكلام منومين، كما عبر عن ذلك مرة في كتابه «عودة الوعي» الأستاذ توفيق الحكيم!!

2- رجل لا يهتم إلا بشئون نفسه، يسعى جاهدًا في طلب الخير لها، ولكنه يلتزم في سعيه بأن لا يتجاوز حقه، لا يهمه إن ضل من حوله أوجاع، يقول مالي والناس، حسبي نفسي، ولو عمل كل لنفسه كما أعمل لارتفع شأن الأمة وعلا قدرها، وهؤلاء هم أغلظ الناس قلوبًا، وإن خلوا من الوحشية إلا أنهم يفتقرون إلى الرحمة التي دعا إليها رسول الله (ص) في قوله «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» وينطبق عليهم الإحساس النابض لقلب ابن مصر وزعيمها مصطفى كامل «ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط».

3- رجل لا يهتم إلا بشئون نفسه وأهله، يسعى جاهدًا في طلب الخير لها ولهم، ويلتزم في سعيه بأن لا يتجاوز حقه، لا يهمه إلا نفسه وأهله، وإن جاع الوطن وضاع، وهؤلاء هم أقل الناس غلظة للقلوب، فهم لا يتحركون إلا إلى ذي رحم، يبذلون لهم من أموالهم وأنفسهم ما يستطيعون، ولكنهم إلى أبعد عن هذا الحد لا يتحركون، فهم لهذا السبب من غلاظ القلوب، التي لا تلين إلا لعلة نسب أو قرابة دم.

4- رجل يهتم بشئون نفسه وأهله ووطنه والناس جميعا، يبذل في سبيل إسعادهم جميعا في الدنيا كل ما يستطيع من جهد ومال وعلم وقول، يرحم ضعيفهم، ويطيب مريضهم ويعين محتاجهم بكل ما يملك من جهد ومال وهؤلاء هم الراحمون الذين يرحمهم من في السماء جزاء رحمتهم لمن في الأرض كما وعد بذلك حديث رسول الله (ص) في قوله: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».

5- رجل يهتم بشئون نفسه وأهله ووطنه والناس جميعا، يريد لهم سعادة الدارين الدنيا والآخرة، يمنحهم من قلبه وفكره وماله كل ما يستطيع، ثم يحميهم من عدوهم بدمه ونفسه وروحه لا يبتغي من أحدهم أجرًا إلا وجه الله، وهؤلاء هم الذين استجابوا لدعوة الرحمن، فأرهبوا جند الشيطان وحملوا السلاح في وجوههم مقاتلين، لا يهمهم إن دخلوا السجون أو كانوا من المقتولين، يسميهم الطغاة الإرهابيين ويسميهم الرحمن المجاهدين، هم أرق الناس قلوبا، لأنهم يبذلون لأوطانهم ولدينهم الأرواح رخيصة والمهج الغالية دون من أو إيذاء، يتحملون صنوف التعذيب، وفاحش القول والفعل من الأفاكين الغادرين، بإيمان ثابت، وقلب مطمئن بنصر الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق